الجمعة، 4 يناير 2013

عبقريات شامية - احمد شوكت الشطي -بقلم فتحي دانش


عبقريات شامية

احمد شوكت الشطي   دأب علماء المسلمين مذ ابتدأت الدعوة الإسلامية إلى النزوع نحو الموسوعية وإتباع المنهجية في مؤلفاتهم العلمية والفكرية , بدافع أساسي وهو خدمة الإنسانية بشكل عام ومجتمعهم بشكل خاص ,   ابتغاء لمرضاة الله . فرأينا المؤرخ والمفكر و الفيلسوف  والطبيب وعالم الفلك يمتزجون في شخصية واحدة , تبدع في مجمل تلك العلوم وكأنها اختصت في كل علم على حدة . ومع تقدم الزمن وانتشار الاختصاص , أصبح ما سبق قصرا على العبقريات لصعوبة الخوض في أكثر من علم , وعبقريتنا الشامية هي الدكتور احمد شوكت الشطي الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى وآخر زاده رسالة الحضارة الإسلامية والسلام إلى جانب العديد من المؤلفات , علم ينتفع به  , جعلها الله صدقة جارية في ميزان حسناته وشفيعته إلى جنات الخلد .

ولد احمد شوكت الشطي داخل أسوار دمشق في غرة القرن العشرين و  في حي العمارة الحي الدمشقي العريق  , فتنسم عبق الياسمين وعششت رائحة الوردة الشامية في ثنايا وجدانه فتواكبت مع سيرة حياته العطرة أخلاقيا واجتماعيا وعلميا . ولان مساجد دمشق الشام كانت في ، آن معا , دور عبادة ومدارس للصغار والكبار على أيدي علماء الشام المتطوعين لخدمة الأجيال , في التفسير والحديث والسنة النبوية الشريفة وأخبار السلف الصالح , فكانت المنهل الثر للمعرفة مشافهة من العلماء مباشرة مما ترك أثرا واضحا لمسناه في منهجية مؤلفاته الإسلامية التاريخية والإنسانية والعلمية . وجماع القول أن الله جل وعلا حبا دمشق بعبقريات رافقت تاريخها الطويل في العلوم والآداب والمعارف الإنسانية , شكلت نبراسا , لطريق الهدى والتقدم ومن هذه العبقريات الاستاذ الدكتور احمد شوكت الشطي .  

  حاز على إجازة الطب من معهد الطب العربي في مدينة دمشق عام 1921 وعيّن طبيباً داخلياً في مستشفى المعهد ، أوفد إلى فرنسا وحاز على دبلوم في عل الصحة من جامعة مونبليه ، كما حاز على دبلوم في الطب الشرعي من جامعة ستراسبورغ ، ومن ثم دبلوم في علم النسيج والجنين ، ودبلوم في علم التشريح المرضي من الجامعة في باريس . شَغل كرسي التدريس للتشريح المجهري والجنين والتشريح المرضي في معهد الطب العربي بدمشق عام 1926 . أسس أول مخبر للنسج والجنين والتشريح المرضي عام 1926 في معهد الطب العربي بدمشق ، وظل رئيساً لذلك القسم أو أحد فروعه حتى إحالته للتقاعد عام 1960 . رئس مخبر الجنين حتى عام 1965 . وتابع تدريسه كأستاذ ومحاضر حتى عام 1970 . عيّن أميناً عاماً لوزارة الصحة منذ عام 1951وحتى عام 1955 . وهو من الأعضاء المؤسسين لنقابة أطباء دمشق ، وأيضاً من مؤسسي جمعية الهلال الأحمر العربي السوري ، وجمعية أصدقاء دمشق . انتخب رئيساً لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري .. شارك في معظم المؤتمرات الإنسانية الدولية .. وكان الصوت الدافع عن الحق والعروبة .. من مؤلفاته .. السريريات والمداوات الطبية  1928 ، علم تكوين الجنين 1935 ، الرياضيات المسنونة  1942 ، نظرات في الصيام 1944 ، نظرات في ابن القيّم 1950 ، التشريح المرضي الخاص 1952 ، الطب العدلي 1956 ، آداب الطب 1956 ، الثقافة الصحية والغذاء في الإسلام 1958 ، تاريخ الطب قبل الإسلام 1959 ، مختصر تاريخ الطب عند العرب 1960 ، تاريخ الطب عند العرب 1961 ، ابن سينا (بثلاث لغات) 1962 ، العرب والعلوم الإنسانية 1967 ، مستحدثات في العوامل المسرطنة 1970 ، رسالة الحضارة الاسلامية والسلام 1978 ... وتوفي ودفن في دمشق عام 1978
Unlike · · Share