الأربعاء، 22 يوليو 2015

احمد ناجي فنري في ذمة الله

احمد ناجي فنري


ذاق مرارة اليتم والتشرد في طفولته المبكرة , حرم من التعلم كأقرانه , غاب عنه فرح الطفولة , تراكمات الاستغلال الاقتصادي والاجتماعي التي تعرض لها فجرت في داخله حلم كينونة كبير .
ستون عاما من العمل المتواصل المضني , لم يكن يأبه لمأكل أو لمبلس , ومع كل إحباط واخفاق وعودة الى نقطة الصفر , يزداد اصراره على تحقيق الحلم وتوسيع اطرافه .

باكورة تحقيق الحلم , بدأت بتأسيس واحدة من كبريات شركات الادوية في حلب مع اربعة من الصيادلة المعروفين , وخبرته في التسويق والادارة دفعت بهذه الشركة لكي تضاعف حجمها عشرات المرات رغم المنافسة .

تلك الشركة كانت جزءا من الحلم الذي ظهر بعد اعوام , بتأسيس شركته الخاصة , مستعينا بخبرات وامتيازات المانية للادوية النباتية , وانشأ هيئة للتعاون والتطوير بعض دول الشرق الاقصى بتصنيع وتطوير مستحضرات كورية بعقلية اوربية مما ادى الى  منحه وساما رفيعا يمنح لكبار الشخصيات العالمية .
حرص على ان ينال ابناؤه حظا من التعليم ووفر لهم السبل , وكان له ما أراد , وقربهم الى جانبه في شركاته .
لم يوفق احد من الدائرة القريبة ان يدرك الطريقة التي يفكر بها هذا الرجل , وماذا يريد ,وكيف يفسر الشك والارتياب الذي يرافق تصرفاته .
فأختلف معه الكثيرون , ولكن الدماثة والحميمية والبساطة التي تميزت بها شخصيته , جعلته يقربهم متى شاء ويبعدهم متى شاء .
من يقارن الحلم بما تحقق , في قصة كفاح طويل , عزم , وارادة, وتصميم . يدرك ان القدرات البشرية لاحدود لها الا الموت .
اسأل الله العلي القدير المغفرة والرحمة لصديقي الراحل  أحمد ناجي فنري , وإنا لله وانا اليه راجعون .